%D8%A5%D8%B6%D8%A7%D8%A1%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%89 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إضاءة على"بقعة ضوء" للسيد وهيب أيوب
بقلم : فوزي أبو جبل
"عضو جمعية جولان للتنمية"
11\09\2008

نشر السيد وهيب أيوب مقالا بتاريخ 7-9-2008 حمل عنوانا " بقعة ضوء جمعيةالجولان للتنمية ، هل من حسيب أو رقيب" ، تضمن تساؤلات وأراء مختلفة حول جمعية جولان للتنمية، سأحاول هنا تناول ما تضمنه مقال السيد أيوب، من أمور اعتبرها مجحفة ومنافية للحقيقة والواقع .
ليس خفيًا على أحد أن جمعية الجولان للتنمية تأسست بجهود جماعية على خلفية الظروف السياسية والاجتماعية في الجولان المحتل، ومن البديهي أن يكون نشاطها داعمًا ورافدًا للمسيرة التنموية التي حتمتها تلك الظروف لواقعنا الجولاني. يبدو من روحية مقالة السيد وهيب أنه يحمّل الجمعية مسؤولية خارقة، وكأنها سلطة حكومية مجبرة على رعاية المنطقة بكافة المجالات. وهنا يجب التنويه أن الجولان للتنمية هي نشاط من ضمن نشاطات عديدة في الجولان، ولاشك أنها تلعب دورًا أساسيًا وكبيرًا وفقًا لبرنامج واضح في مجالات محددة.
ثانيًا، من المسيء للناقد والمنتِقد أن تكتب الأمور بشكل اعتباطي دون ركيزة علمية، فالسيد وهيب قام بإطلاق أسهم عشوائية دون الاعتماد على معطيات حقيقية ودقيقة، فإذا كان يرغب بأن يعرض الحقيقة للجمهور فكيف يتناسى ذلك من خلال جمل مبعثرة عن ميزانيات وأخطاء وهدر أموال دون الرجوع إلى الجسم المسؤول من أجل تزويد القارئ بمعطيات حقيقية.
ثالثًا، من الواضح أن التوجه في المقالة تدميري وليس تطويري، فلا شك أن لجمعية الجولان للتنمية حضورًا واضحًا في الجولان المحتل، ولها نجاحاتها في مجالات عديدة.
لا شك أن النقد البناء والمكاشفة والشفافية من أهم ركائز أي عمل جماعي، وخاصة بالجمعيات اللاربحية. وحق الجمهور بالمعرفة واجب ومطلوب من الجمعية وغيرها. وجمعية مثل جولان للتنمية ، تعمل بمجالات متعددة وكثيرة، فمن الطبيعي جدا أن يلقى عملها الكبير هذا خطأ أو تقصيرًا هنا أو هناك، خاصة وأن بعض مجالات العمل كانت تجربة أولى لنا ولمجتمعنا، وهذا حال كل عمل، والخطأ نسبي ومتغير، فما هو خطأ بالنسبة لفلان، قد يكون صحيحًا بالنسبة إلى علان. والاختلاف بالتقييم أو بسلم الأولويات قد يطال الجميع ، وحتى أعضاء الجمعية أنفسهم، وهذه طبيعة الأمور، وخاصة بالمؤسسات التي تتبني القرارات الديمقراطية في آلية عملها.
الجمعية لا تعمل بشكل سري، فأعمالها واضحة للجمهور ودعم الجمهور للجمعية واضح من خلال التفاعل مع نشاطاتها ومشاريعها. ونقر بان للجمهور الحق الكامل بالاطلاع على ميزانيات الجمعية ومصادرها، حيث يطلع عليها الكثيرون من غير أعضاء الجمعية، وهي ليست بسرية، لكن عدم نشرها أمام الجمهور فهذه قضية محقة تماما. ونُعلم السيد وهيب أن 95% من ميزانيات الجمعية مصدرها دخل من مشاريعها، وهذا أهم ما يميز جمعيتنا عن باقي الجمعيات. وهنا نعد السيد أيوب أن ننشر تقرير مدقق الحسابات عن عام 2007 بعد أن ينتهي مدقق الحسابات من إعداده. هذا القرار قد اتخذته إدارة الجمعية منذ بداية السنة ويتجاوب مع مطلب السيد أيوب ومع حق الجمهور بالمعرفة.

ولكي لا يأخذ النقاش الطابع الشخصي، ولكي نتعامل بشكل موضوعي دون الأحكام المسبقة، فإننا نقر مسبقا بأن عملنا كانت به أخطاء وهفوات، تعلمنا الكثير منها وهذا طبيعي بكل عمل وبكل مؤسسة. والنقاش حولها ونقدها بروحية الحرص على العمل أمر حيوي ومفيد.

كما هو معروف تتعرض الجمعية وأعمالها ومشاريعها، إلى الكثير من القيل والقال والافتراءات والتشويهات من جهات معينة. الجميع يعرفها، ويعرف دوافعها ، ولا داعي لسرد التفاصيل هنا، لكن من يدعي الحرص على العمل، وهاجسه الشفافية والمصداقية مثل السيد وهيب أيوب ، كان عليه قبل أن يتساءل ؟وهذا من حقه، كما هو حق لغيره، أن لا يُضمن تساؤلاته تهم معينة، ويتعامل معها أو اضعف الإيمان، يريد أن يقدمها إلى الجمهور كحقائق، دون معطيات. القضية العينية الوحيدة التي طرحها هي قضية المكيفات، والحقيقة الوحيدة فيها انه لا يوجد مكيفات في المبنى حتى اليوم. دون الأخذ بعين الاعتبار إن المبنى مستأجر من شركة إخوان أبو جبل وليس ملكا للجمعية، وان هناك مخططات وبالاتفاق مع الشركة على تركيب مكيفات، وان هناك مناقصة جاهزة لذلك، إلا أن تنفيذها بحاجة إلى أموال ووقت،وهذه القضية هي التي اتخذها وهيب مثالا لسوء الإدارة والفساد وهدر المال.

من يقرأ السيد وهيب جيدا يظن ان الجمعية تمتلك كل مال الدنيا وان الأموال التي تحت تصرفها هي لحل كل المشاكل لكل الناس، كما يًفهم من كلامه، وان الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة هي التي تمنع ذلك، حيث يقول " كيفية التصرف باموال ومساعدات أتت في الأساس لهم لتغطية النقص في مجمل احتياجاتهم على مختلف الصعد تحت ظروف الاحتلال "

أنا لا ادري، كيف ستحل مجمل احتياجات الناس على مختلف الصعد بمبلغ 5% من ميزانية الجمعية ،مجمل الدعم الذي تتلقاه الجمعية سنويا. هذا التهويش والتلاعب بالألفاظ والمعطيات، ما الهدف منه الله اعلم ... وان وجد أحدا يستطيع حل مشاكل كل الناس، على مختلف الصعد بالإمكانيات المتوفرة فليتفضل لنخلى له المسؤولية.

يدعي السيد وهيب أيوب، والمصيبة الكبرى انه سيد العارفين ويقول" وهي ليست مجرد حسنات أو عطايا من أعضاء الجمعية ورئيسها ومديرها، الذين هم أيضا يتقاضون اجراً على أتعابهم من أموال المساعدات الآتية للناس".

إن كلام السيد وهيب لهو تجني مع سبق الإصرار، كونه يعلم أن أعضاء الجمعية ورئيسها، ما عدا واحد فقط، لا يتلقون اجراً أبدا، وهذا العضو يتلقى اجرا مقابل عمله، وليس مقابل عضويته في الجمعية. وهو يعلم أيضا أن كل الأعضاء يساهمون بالعمل العام في الجمعية وغيرها، ليس بجهدهم فقط، بل بمالهم أيضا.
وبالنسبة للتوظيف في الجمعية فهو مكون من طرفين الجمعية والموظف وشروط الاتفاق بينهما، ونحن نعتقد أن الجمعية تمارسها بكل مسؤولية وإخلاص آخذين في عين الاعتبار الأصول والواقع واستمرارية العمل وتقدمه . وبالمناسبة هنا يحق لكل مواطن التساؤل، ولكن ان نصدر أحكاما دون سابق معرفة واطلاع، فهذا تجني. ونحن كمجتمع صغير نعرف بعضنا البعض، وطبيعي أن يكون قسم من الموظفين معروفًا لدينا قبل توظيفه. فما هو العيب والخلل في ذلك؟ هل نوظف عاملين من الناصرة، لنقول بأننا نوظف أشخاصًا لا نعرفهم ؟ وإذا كان النقاش هو أسلوب التوظيف، فالجمعية دائما أعلنت عن حاجتها لموظفين، وأجرت المقابلات، واختارت من خلال لجنة، الأفضل من بين المتقدمين. قسم من الموظفين واخص الأطباء وُظفوا نتيجة قدراتهم وعدم توفر خيارات عديدة. فهناك طبيب عيون واحد في المنطقة فهل هناك مجال للمفاضلة؟ وفي قسم السكرتارية هناك من وُظف من خلال مفاضلة، والأخر بدأ متطوع بالعمل منذ تأسيس المجمع عام 1993 واستمر كموظف في البداية باجرة رمزية، فهل هذا خلل واستغلال مسؤوليات؟؟..
ويتابع السيد وهيب بتساؤلاته عن بيت الفن : فعلى ماذا استندت عندما قررت بان بيت الفن فاشل؟ ألم يُخرّج العشرات من الفنانين، قسم منهم استمر في التعليم في كليات ومعاهد فنية مختلفة،والمئات من الأطفال تعلموا وما زالوا يتعلمون العزف والفن على أيدي معلمين مهنيين؟ بالفعل من الصعب أن نقرر بان بيت الفن ناجح أو فاشل، فهذا العمل المستمر منذ أكثر من عشر سنوات كانت له نجاحاته وإخفاقاته وصعوباته، لكن أن تحكم عليه بالفشل فهذا أمر غريب جداً؟
إننا لا ندعي الكمال في العمل، ودائما يمكن تقديم أفضل مما هو قائم، ونحن كجمعية نتعلم من التجربة، ونطورها ونحن لا نهوى أسلوب التصويب عن بعد، لأنه مهما بلغ، لا يوصل الحقيقية، ومن يرغب بالاطلاع والمكاشفة، فليتفضل للحوار والاطلاع عن قرب، وقد نختلف لكن على وضوح، وهذا هو الصحيح..النقد والتساؤل من حق الجميع، والرد والشفافية والنشر واجب علينا كجمعية، وهذه الثنائية لا تتم إلا من خلال المسؤولية والحرص على العمل والمصلحة العامة وبصدق ونية حسنة . لا بالتهويش وتوجيه التهم دون رقيب أو حسيب، والحسيب في العمل العام، هو العمل والجمهور والضمائر الحية..

إقرأ ايضاً:

    - بقعة ضوء" - الجولان للتنمية...هل من حسيبٍ أو رقيب؟!